إن معرفة سيكولوجية البشرية ضرورية لكل من يشتغل مع البشر. ولا يتعلق الأمر بالتحول إلى عالم نفس طبعا! بل بالحد الأدنى الضروري من المعرفة السيكولوجية التي تتيح فهم سلوكات الأفراد والتفاعلات بين الأشخاص. إن الأشخاص يختلفون عن بعضهم البعض، والتالي فإن رجال الإدارة والتدبير يجب أن يكونوا على وعي تام بهذه الفروق، وأن يستثمروا هذا الوعي في تدبيرهم اليومي.
إن الفروق بين التلاميذ معطى واقعي يجب التعامل معه بشكل ذكي، لكن تكريس هذه الفروق بواسطة النقطة يشكل عائقا أساسيا، كما أكد على ذلك ديمينغ ، أمام تطور النظام التعليمي؛ فالنظام التعليمي سيتطور بشكل أكبر لو تخلى عن نظام تنقيط التلاميذ.
فلا أحد سيجد المتعة في العمل إذا كان مرتبا إزاء أشخاص آخرين. لا يوجد تلميذ بإمكانه أن يجد متعة في التعلم إذا كان مسكونا بهاجس النقطة التي سيحصل عليها في النهاية. إن الأفراد يتعلمون بأشكال مختلفة وبإيقاعات مختلفة ومتباينة؛ فالبعض يتعلم وهو يقرأ، والبعض الآخر وهو يستمع، بينما آخرون يتعلمون وهم يتحركون، أو وهم يشاهدون شخصا آخر.
إن المدرسين الذين يستعملون هذا النوع من المعرفة المتعلقة بالسيكولوجية البشرية يكون أداؤهم أفضل؛ لأنهم يكيفون استراتجياتهم البيداغوجية، ويلجؤون إلى طرق متنوعة، ووسائل بيداغوجية مختلفة وأشكال متباينة في التنظيم داخل الفصل.
مراجع المقال:
Barnabé، C. 1995، Une Introduction à la Qualité totale en éducation، Cop-Rouge، Press Inter universitaires.
|
أرسل المقالة
طباعة المقالة
شارك بتعليقك
