يؤكد ديمينغ بأن التفاني في العمل وبذل أكبر الجهد بدون توجيه من معارف عميقة يقود إلى الفوضى في عالم العمل. إن الطريق الواجب إتباعه، بنظر ديمينغ، لتحويل مؤسسة ما في اتجاه أسلوب جديد في التدبير يمر بالضرورة عبر ما يسميه بالمعارف العميقة. ويضيف ديمينغ بأن المبادئ الأربعة عشر للجودة الشاملة لا يمكن تطبيقها بنجاح بدون امتلاك مسبق لنسق المعارف العميقة. ويقسم ديمينغ نسق معارفه العميقة هذا إلى أربعة أجزاء تكون مجتمعة كلا لا يتجزأ، وهي:
· مفهوم النسق؛
· معرفة الفوارق؛
· نظرية المعرفة؛
· معرفة السيكولوجيا البشرية.
- مفهوم النسق:
إن الحاجة إلى المقاربة النسقية أكثر من ضرورية بحكم الطابع المعقد للظواهر المحيطة بنا. ورغم أن بعض الأشخاص مقتنعون إلى حد ما بهذا المفهوم، ويعتقدون أنهم سمعوا عنه الكثير، أو درسوه بشكل جيد، إلا أنهم لا يستخدمون معارفهم حول التفكير النسقي عندما يحين وقت اتخاذ قرار، أو إيجاد حل لمشاكل معينة؛
- معرفة الفوارق:
يؤكد ديمينغ أن أكبر مشكلة تواجه التدبير بشكل عام، والقائد بشكل خاص، هي العجز عن الوعي بالفوارق وعدم القدرة على تأويلها. ويضيف أن الفوارق موجودة في كل شيء؛ بين الأشخاص، وبين المدخلات، والسلع، والخدمات، وبالتالي فإن الجودة مرتهنة لمراقبة هذه الفوارق؛
- نظرية المعرفة:
إن كل استشراف عقلاني للمستقبل يفترض نظرية، وكل نظرية تقوم على معارف. وحسب ديميتغ لا يكون للتجربة أية قيمة بدون إطار نظري مرجعي. فالشخص في غياب نظرية مرجعية لا يمكنه أن يطرح أية أسئلة، ولا يمكنه أيضا أن يتعلم؛
- معرفة السيكولوجيا البشرية:
إن معرفة سيكولوجية البشرية ضرورية لكل من يشتغل مع البشر. ولا يتعلق الأمر بالتحول إلى عالم نفس طبعا! بل بالحد الأدنى الضروري من المعرفة السيكولوجية التي تتيح فهم سلوكات الأفراد والتفاعلات بين الأشخاص.
مراجع المقال:
- Barnabé Clerment, la Gestion totale de la Qualité en education
|