تعتبر القراءة منذ القدم من أهم وسائل التعلم الإنساني التي من خلالها يكتسب الإنسان العديد من المعارف والعلوم والأفكار، وهي التي تؤدي إلى تطوير الإنسان وتفتح أمامه آفاقاً جديدة كانت بعيدة عن متناوله. ويحكى أن أول مكتبة وضعها الفراعنة تحت رعاية آلهتهم كتبوا على بابها "هنا غذاء النفوس وطب العقول".

أفهم المعرفة العلمية بوصفها اعتقاداً مبرراً وصادقاً، حول العالم.  ولما كان العلماء يسعون إلى اعتقادات صادقة من أجل بلوغ معرفة، فإن الصدق يشكل مفتاح الأهداف المعرفية للعلم.         ديفيد ب. رزنبيك

أشرف البطران

"العولمة في مضمونها الرئيسي ليست سوى الغرب الحديث منتشراً في العالم فيما يتعدى البوارج والصواريخ إلى دقائق الفطر وأنماط الحياة"     محمد جابر الأنصاري

ثمة فرق كبير بين المثقف والمتعلم, والمقصود بالمثقف هنا ليس كل من يطالع الكتب, بل كل من يمارس ما بها واقعاً في حياته.  على أية حال، لن يكون الأمر معقداً ما دامت الفكرة حاضرة في ذهني وأتعايش معها يومياً.  في البداية لا بد لكل معني أن يتساءل: ما هو الدور الرئيس للمعلم؟ متى يكون المعلم مثقفاً؟ ومتى يكون تقليديا؟ من الذي يحكم في هذا الشأن؟ 

رؤية في تعليم الرياضيات

في إطار تواصلية المعرفة وتكاملها

مشهد وقضية

يجلس في مقعده أمام سبورة تعج بالرموز والأرقام، وضجيج معلم يهتف بنظريات وقوانين وتعميمات، يحاول جاهداً أن يهيم في عالم الرياضيات، وأحلام اليقظة تصوره عبقرياً من عباقرة الرياضيات، يهز رأسه ليبعد عن نفسه شبهة عدم الفهم كلما التقت عيناه بعيني أستاذه، على الرغم من المحاولات الجادة لتلافي هذه النظرات، يختلس النظر إلى ساعته، عل عقارب الساعة تسرع ولو قليلاً، لتنتشله من مأزق الرياضيات، علامات متدنية، فهم مستعصٍ، جهود عابثة، "لماذا أتعلمها؟"، "ماذا سأستفيد منها؟"، "أمقتها!"....

يقترن مجال التربية بالتساؤل المستمر، لذلك فهو يستحضر بالضرورة الفلسفة كمجال للمساءلة والتفكير.  الفلسفة تتألف من مفاهيم، كما يقول جيل دولوز وغاتاري، واللحظة الفلسفية الحاسمة هي عندما يتحوّل السرد الفلسفي إلى مفاهيم.  ولكي نُسائل فلسفياً الفعل التربوي، لا بد لنا من الانفتاح والتحرر من الأحكام القبلية من أجل زحزحة الكائن وتوليد ما يجب أن يكون نظرياً وعملياً.  فمملكة التربية، مثلها مثل الفلسفة، هي الحرية بامتياز. 

 هذه شهادة ذاتية تؤرخ لصيرورة مهنية واجتماعية لمعلم يحاول دائماً البحث عن ذاته، ولأنني اعتقد أن كلام الذات من أصعب الأمور في مجتمع منغلق على ذاته، فكلي أمل أن أقترب من الحقيقة في سرد هذه الحكاية.

العولمة: جدل الثقافة والتربية

التربية حجر الزاوية في المواجهة والتفاعل

نصّار إبراهيم

قبل ثلاثين عاماً ربما لم يكن أحد ليتخيل أن ثورة التكنولوجيا والاتصالات ستبلغ هذا المدى الهائل، وقد لا يتخيل أحد اليوم ماذا وكيف ستكون عليه الأمور بعد عشر سنوات.

كثيرة هي المرات التي كنت أنظر فيها إلى عيون طلابي أثناء الشرح، وحقيقة أنني لا أستغني عن هذه النظرات، إنها تقول لي عن أول استجابة عما أطرح وأحاول تفسيره، كنت أجدها أحياناً مبشرة وبها تكون سعادتي كبيرة، حيث أشعر بدفء التواصل والاطمئنان بأن طلبتي قد فهموا علي، وأحياناً كنت أراها متقلبة أو قلقة، وعندها تصلني رسالة أن الأمور على غير ما اشتهي، وأن الأمر يحتاج إلى المزيد من الجهد، وأول ما كان يراودني هو التفكير في الطريقة التي اتبعتها للوصول إلى هدفي، وفوراً أنشكك في طريقتي وأفكر في طريقة بديلة، علَّه يكون هدفي فيها، وغالباً ما أعجز وتتوه بي الطريق والطريقة فتنتهي الحصة.  ولكن تبقى عيون طلابي تلاحقني.

التَّربِيةُ بَينَ المَعرفيّ والقِيَميّ

ترجمة: محمد فاضل رضوان

في سياق انهماكنا بموضوعات التربية، وأسئلة الثقافة والمجتمع، وفي أثناء محاولتنا الاطلاع على تجارب الآخرين ومساءلتهم الدائمة للمعرفة ومدارسها، نقدم هذه المواد الثلاث لخبراء وأساتذة في الجامعات الكندية، جمعها وترجمها الزميل محمد فاضل بحكم تواجده في كندا لغاية استكمال الدراسة، ما يمكّنه من الاطلاع على ما يجري فيها من بحوث ودراسات وتجارب تطبيقية، نرى معه أهمية ترجمتها للغتنا وتقديمها للتربويين الفلسطينيين والعرب، لنوفر أساسات معرفية نعيد على هديها مساءلة معرفتنا والتأمل في ممارساتنا التربوية.